السليس: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل المهن الأمنية.

ألقى سعادة خليفة السليس، الرئيس التنفيذي للصناعة الأمنية، كلمة افتتاحية بعنوان  "مستقبل المهن الأمنية في عصر الذكاء الاصطناعي"، وقد سلط الضوء على ضرورة مواكبة الخطوات المتسارعة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلات التي ستغير خريطة سوق العمل الأمني ومتطلباته، وتجعلها انتقائية بشكل غير مسبوق حيث يصبح المستقبل فقط لأولئك الذين يؤمنون بما يمكن أن يقدمه التطور التقني ويستعدون له. مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح شريكًا رئيسيًا في اتخاذ القرار والإدارة.

وأشار بهذا الصدد لبيانات صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أعلنت أن 22%  من الوظائف الحالية ستُعاد هيكلتها، و92 مليون وظيفة ستختفي، في حين ستُخلق 170 مليون وظيفة جديدة. ومع ذلك، فإن ما يقارب 39% من المهارات الحالية ستفقد قيمتها خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يستدعي إعادة تأهيل الكفاءات البشرية بشكل عاجل.

وأشار السليس إلى أن المؤسسات التي دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي سجلت انخفاضًا في الأخطاء الأمنية بنسبة 60%، وزيادة في سرعة الاستجابة للطوارئ بنسبة 40%، مما يعكس الأثر المباشر لهذه التقنيات في تعزيز كفاءة الأداء الأمني.

وأكد السليس أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم قادرًا على أداء مهام معقدة مثل المراقبة والتحليل والتخطيط الأمني، وحتى تصميم البرامج التدريبية المخصصة لكل متدرب، ما يقلل الحاجة للتدريب التقليدي ويعزز من كفاءة الموارد.

وفي ختام كلمته، دعى السليس إلى ضرورة تبني الذكاء الاصطناعي كشريك استراتيجي، لا كمنافس، مشددًا على أن الخطر لا يكمن في تطور التكنولوجيا بحد ذاته، بل في التباطؤ في التكيف معها. وأضاف: "من سيتفوق في هذا العصر هو من يمتلك التفكير التحليلي والمرونة، ومن يرى في الذكاء الاصطناعي فرصة للنمو، وليس تهديدًا للمستقبل".

جلسات نقاشية

وشهد المؤتمر جلسات نقاشية تفاعلية شارك فيها نخبة من خبراء الأمن، إلى جانب موظفي الصناعة الأمنية، الذين ساهموا بآرائهم وتجاربهم الميدانية في إثراء الحوار. من أبرز الجلسات، جلسة المهندس علي ثاني بالرقاد، مدير مشروع بإدارة المشاريع النوعية في المؤسسة، بعنوان "لماذا لا يمكن للقادة التوقف عن التقدّم"، والتي تناول فيها أهمية التطوير المستمر في أدوار القيادات الأمنية وضرورة مواكبة التغيرات التقنية والتحديات المتسارعة.

كما شارك المهندس ناصر حسن، مدير قسم التصاميم والتخطيط الأمني، جلسة بعنوان "تعزيز الترابط بين الأمن السيبراني والميداني"، ناقش خلالها أهمية تكامل الأنظمة الأمنية، لضمان استجابة فعالة وشاملة في بيئة أصبحت فيها التهديدات أكثر تعقيدًا وتشابكًا.